ترميم الرخام في المباني التراثية بأبوظبي: تحديات وحلول

الرخام: شاهد على تاريخ أبوظبي

تحتضن أبوظبي العديد من المباني والقُصور التراثية التي تروي قصة تطور الإمارة. في كثير من هذه المباني، استُخدم الرخام الفاخر كعنصر أساسي يعكس الذوق الرفيع والأصالة. ومع مرور الزمن، يتعرض هذا الرخام لعوامل تؤثر على جماله وقوته، مما يجعل عملية ترميمه تحديًا يتطلب خبرة ودقة للحفاظ على قيمته التاريخية.

تحديات ترميم الرخام التراثي

يختلف التعامل مع الرخام القديم عن الرخام الحديث. أبرز التحديات تشمل:

1. هشاشة الحجر: قد يكون الرخام القديم أكثر هشاشة وعرضة للتشقق بسبب عقود من الاستخدام والتغيرات البيئية.
2. أنواع نادرة: بعض أنواع الرخام المستخدمة في المباني القديمة لم تعد متوفرة، مما يجعل أي خطأ في الترميم لا يمكن تعويضه.
3. البقع المتأصلة: قد تكون البقع قد تغلغلت عميقًا في مسام الرخام على مر السنين، مما يجعل إزالتها بالطرق التقليدية صعبة.
4. الحفاظ على "روح المكان": الهدف ليس فقط جعل الرخام يبدو جديدًا، بل ترميمه بطريقة تحترم عمره وتاريخه، مع الحفاظ على المظهر الأصيل (Patina) الذي اكتسبه بمرور الزمن.

نهج "أمان الإمارات" في الترميم

يتطلب ترميم الرخام التراثي نهجًا دقيقًا ومدروسًا:

• التقييم والفحص الدقيق: قبل البدء بأي عمل، نقوم بفحص شامل لنوع الرخام، سمكه، حالته، ومصدر أي تلف.
• التنظيف اللطيف: نستخدم منظفات كيميائية متخصصة ذات درجة حموضة متعادلة ومواد طبيعية لإزالة الأوساخ المتراكمة دون الإضرار بسطح الحجر.
• الجلي الحذر: في حالة وجود خدوش، نستخدم ماكينات جلي بأقراص ألماس ذات حبيبات ناعمة جدًا وبسرعات منخفضة، مع إزالة أقل طبقة ممكنة من السطح.
• إصلاح الشقوق والكسور: يتم ملء أي شقوق أو كسور بمادة "الريزن" أو "الإيبوكسي" الملونة لتتطابق تمامًا مع لون وعروق الرخام الأصلي، ثم يتم صقلها لتصبح غير مرئية.
• التلميع الطبيعي: نفضل استخدام تقنيات التلميع التي تعيد اللمعان الطبيعي للحجر بدلاً من استخدام مواد كيميائية قد تعطي لمعانًا زائفًا ومؤقتًا.
• العزل والحماية: بعد اكتمال الترميم، يتم تطبيق طبقة عازلة عالية الجودة لحماية الرخام من التلف المستقبلي.

خاتمة

ترميم الرخام في المباني التراثية هو فن يجمع بين العلم والاحترام للتاريخ. في "أمان الإمارات"، نمتلك الخبرة والمعرفة اللازمة للتعامل مع هذه المشاريع الحساسة، مساهمين في الحفاظ على تراث أبوظبي المعماري للأجيال القادمة.